وفي آية عامة عن الماء، قال تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنَ المآء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}[الأنبياء: ٣٠] يعني: كل شيء فيه حياة فهو من الماء، لا أن الماء داخل في كل شيء، فالمعنى:{كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}[الأنبياء: ٣٠] أي: كل شيء موصوف بأنه حي، فالماء إذن دليل الحياة؛ لذلك إذا أراد العلماء أن يقضوا على الميكروبات أو الفيروسات جعلوا لها دواءً يفصل عنها المائيةَ فتموت.
والإنسان الذي كرَّمه الله تعالى وجعله أعلى الأجناس، خلقه الله من الماء، {وَهُوَ الذي خَلَقَ مِنَ المآء بَشَراً}[الفرقان: ٥٤] وفي موضع آخر قال سبحانه: {فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصلب والترآئب}[الطارق: ٥٧] وهو ماء له خصوصية، وهو المنيُّ الذي قال الله فيه:{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يمنى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فسوى}[القيامة: ٣٧٣٨] .
والبشر أي: الإنس {فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً}[الفرقان: ٥٤] فمن الماء خلق الله البشر، وهم قسمان: ذكور وإناث، فكلمة (نَسَباً) تعني: الذكورة (وَصِهْراً) تعني: الأنوثة؛ لأن النسب يعني انتقال الأدنى من الأعلى بذكورة، فيظل الإنسان فلان بن فلان بن فلان. . الخ.