للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«بقرة لا ذلول» . . البقرة الذلول هي البقرة المروضة الممرنة تؤدي مهمتها بلا تعب. . تماما مثل الخيل المروضة التي لا تتعب راكبها لأنها تم ترويضها. . وسيدنا إسماعيل هو أول من روض الخيل وساسها. . وقال الله سبحانه وتعالى لهم أول وصف للبقرة أنها ليست مروضة. . لا أحد قادها ولا قامت بعمل. . إنها انطلقت على طبيعتها وعلى سجيتها في الحقول بدون قائد. . {تُثِيرُ الأرض} أي لم تستخدم في حراثة الأرض أو فلاحتها. . {وَلاَ تَسْقِي الحرث} . . أي لم تستخدم في إدارة السواقي لسقية الزرع. . {مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا} أي خالية من العيوب لا أذنها مثقوبة. ولا فيها أي علامة من العلامات التي يميز الناس أبقارهم بها. . ولا رجلها عرجاء، خالية من البقع والألوان غير اللون الأصفر الفاقع. . وكلمة {لاَّ شِيَةَ فِيهَا} . . أي لا شيء فيها.

والمتأمل في وصف البقرة كما جاء في الآيات يرى الصعوبة والتشدد في اختيار أوصافها. . كأن الحق تبارك وتعالى يريد أن يجازيهم على أعمالهم. . ولم يجد بنو إسرائيل إلا بقرة واحدة تنطبق عليها هذه المواصفات فقالوا {الآن جِئْتَ بالحق} كأن ما قاله موسى قبل ذلك كان خارجا عن نطاق الحق. وذبحوا البقرة ولكن عن كره منهم. . لأنهم كانوا حريصين على ألا يذبحوها، حرصهم على عدم تنفيذ المنهج. هم يريدون أن يماطلوا الله سبحانه وتعالى. . والله يقول لنا أن سمة المؤمنين أن يسارعوا إلى تنفيذ تكاليفه. . واقرأ قوله تعالى: {وسارعوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السماوات والأرض أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: ١٣٣]

<<  <  ج: ص:  >  >>