ونعلم أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مُبلِّغ عن الله منهجه؛ ومُؤيَّد بمعجزة تثبت صدقة فيما بلغ لمَنْ أُرسِل إليهم. وقد حدَّث الحق سبحانه من قبل عمَّا حدث للأمم السابقةَ على أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ فقد كان كل رسول يتكلم بلغة قومه.
وهناك فرق بين قوم الدعوة وهم أمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ وقوم الاستقبال؛ وهم الأمم السابقة على أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
فالأمم السابقة لم تكن مُطَالبةَ بأن تُبلِّغ دعوة الرُّسل الذين نزلوا فيهم، أما أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فمُطَالبة بذلك، لأن الحق سبحانه أرسل رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وأبلغنا في القرآن أن من آياته سبحانه أن جعل الناس على ألسنة مختلفة.
ولم يُكنْ من المعقول أن يرسل رسولاً يتكلم كل اللغات، فنزل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في أمة العرب؛ وحين استقبلوه وأُشرِبَتْ قلوبهم حُبّ الإيمان؛ صار عليهم أن ينساحوا بالدعوة؛ لينقلوا معنى القرآن حجة بعد أن استقبلوه معجزة.