هذه عدّة أيام ذكرتها هذه الآيات:{يَوْمَ يَرَوْنَ الملائكة لاَ بشرى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ}[الفرقان: ٢٢] ، {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السمآء بالغمام}[الفرقان: ٢٥] ، {الملك يَوْمَئِذٍ الحق}[الفرقان: ٢٦] ، {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظالم على يَدَيْهِ}[الفرقان: ٢٧] فيوم القيامة جامع لهذا كله.
وقلنا: إن الظالم: الذي يأخذ حَقَّ غيره، والحق تبارك وتعالى يُوضِّح هذا الظلم بقوله تعالى:{وَمَا ظَلَمُونَا ولكن كانوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[البقرة: ٥٧] .
لأنهم لا يقدرون على ظُلْم الله تعالى، ولا على ظُلْم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فكلمة الله ورسوله هي العُلْيا، وسينتصر دين الله في نهاية المطاف. ومع ذلك يعاقبهم الله تعالى على ظلمهم لأنفسهم، فنِعْم الإله إله يفعل هذا مع مَنْ عصاه.
والكافر حتى في مظهرية ظُلْمه للغير يظلم نفسه؛ لأنه يضعها في موضع المسئولية عن هذه المظالم. إذن: لو حقَّق الإنسان الظلم لوجده لا يعود إلا على الظالم نفسه.
وحين يرى الظالمُ عاقبةَ ظُلْمه، ويعاين جزاء فِعْله يعضُّ على يديْه ندماً وحَسْرة. والعَضُّ: انطباق الفكيْن الأعلى والأسفل على شيء، وللعضِّ مراحل تتناسب مع المُفْزع الذي يُلجىء الإنسانَ له، وفي موضع آخر يقول سبحانه:{وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأنامل مِنَ الغيظ}[آل عمران: ١١٩] .