تحديد الأمر بِقُلْ إيقاظ لمهمة التكليف عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. . والله سبحانه وتعالى حين يقول لرسوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ قل كان يكفي أن يقول ما يريده سبحانه. . فأنت إذا قلت لابنك اذهب إلى أخيك وقل له أبوك يأمرك بكذا فيذهب الولد ويقول هذا الكلام دون أن يقول كلمة قل. . ولكن خطاب الله لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بكلمة قل تلفتنا إلى أن هذا الأمر ليس من عنده ولكنه من عند الله سبحانه، ومهمة الرسول هي البلاغ.
إن تكرار كلمة «قل» في الآيات هي نسبة الكلام المقول إلى عظمة قائله الأول وهو الله تبارك وتعالى. . فالكلام ليس من عند رسول الله ولكن قائله هو الله جل جلاله.
قوله تعالى:{قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} . . المحاجة معناها حوار بالحجة، كل من المتحاورين يأتي بالحجة التي تؤيد رأيه أو وجهة نظره. . وإذا قرأت قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الذي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ}[البقرة: ٢٥٨]
أي قال كل منهما حجته. . ولابد أن يكونا خصمين كل منهما يعاند رأيه الرأي