للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أجابه ربه: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ... } [القصص: ٣٥] لأن موسى قال في موضع آخر: {اشدد بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ في أَمْرِي} [طه: ٣١ - ٣٢] وقوله تعالى {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ... } [القصص: ٣٥] تعبير بليغ يناسب المطلوب من موسى؛ لأن الإنسان يزاول أغلب أعماله أو كلها تقريباً بيديه، والعضلة الفاعلة في الحمل والحركة هي العَضْد.

لذلك حين نمدح شخصاً بالقوة نقول: فلان هذا (عضل) ، وحين يصاب الإنسان والعياذ بالله بمرض ضمور العضلات تجده هزيلاً لا يقدر على فعْل شيء، فالمعنى: سنُقوِّيك بقوة مادية.

{وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً ... } [القصص: ٣٥] هذه هي القوة المعنوية، وهي قوة الحجة والمنطق والدليل، فجمع لهما: القوة المادية، والقوة المعنوية.

لذلك قال بعدها {فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ... } [القصص: ٣٥] أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>