اتباع القبلة مظهر إيماني في الدين، فمادمت آمنت بدينك فاتبع قبلتك. . لا أؤمن بدينك لا اتبع قبلتك.
وقوله تعالى:{وَلَئِنْ أَتَيْتَ} ساعة تسمع «ولئن» واو ولام وإن. . هذا قسم. فكأن الحق تبارك وتعالى أقسم أنه لو أتى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهل الكتاب بكل آية ما آمنوا بدينه ولا اتبعوا قبلته. . لماذا؟ لأنهم لا يبحثون عن دليل ولا يريدون الاقتناع بصحة الدين الجديد. . ولو كانوا يريدون دليلا أو اقتناعا لوجدوه في كتبهم التي أنبأتهم عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وأنه النبي الخاتم وأعطتهم أوصافه. . فكأن الدليل عندهم ولكنهم يأخذون الأمر سفها وعنادا ومكابرة.
وقوله تعالى:{وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ} . . فكأنه حين جاءت الآية بتغير القبلة أعلمنا الله أن المسلمين لن يعودوا مرة أخرى إلى الاتجاه نحو بين المقدس ولن يحولهم الله إلى جهة ثالثة. . ولكي يعلمنا الله سبحانه وتعالى أن اليهود والنصارى سيكونون في جانب ونحن سنكون في جانب آخر. . وأنه ليس هناك التقاء بيننا وبينهم. قال سبحانه:{وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ} . . فالخلاف في القبلة مستمر إلى يوم القيامة.