قوله تعالى:{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطور إِذْ نَادَيْنَا ... }[القصص: ٤٦] أي: موسى عليه السلام {ولكن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ... }[القصص: ٤٦] أي: أنك يا محمد ما شهدت هذه الأحداث، إنما جاءتْك بالفضل من الله {لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[القصص: ٤٦] يتذكَّرون ما غفلوا عنه من الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
وكلمة (وما كنت) في مواضع عدة في القرآن تدل على أن رسول الله جاء بأخبار لم يقرأها في كتاب، ولم يسمعها من مُعلِّم؛ لأنه لا يقرأ، ولم يُعرف عنه أنه جلس إلى مُعلِّم، وأهل الكتاب هم الذين يعرفون صدْق هذه الأخبار؛ لأنها ذُكِرت في كتبهم، لذلك قال القرآن عنهم:{يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ. .}[الأنعام: ٢٠] .
ويقول سبحانه:{إِنَّ هذا لَفِي الصحف الأولى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وموسى}[الأعلى: ١٨ - ١٩] .
ومن علامات النبوة أن يخرق الحق سبحانه لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حُجُب الغيب، والشيء يغيب عنك إما لأنه ماضٍ، ولا وسيلةَ لك إليه، وهذا هو حجاب الزمن الماضي، وهو لا يُعرف إلا بواسطة القراءة في