الله تبارك وتعالى يقول إن الذين جاءهم الكتاب قبل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعرفونه. . يعرفون ماذا؟ هل يعرفون أمر تحويل القبلة؟ أم يعرفون أمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وبعثه ورسالته التي يحاولون أن يشككوا فيها؟ الله سبحانه وتعالى يشرح لنا ذلك في قوله تعالى:{وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ الله مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الذين كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ الله عَلَى الكافرين}[البقرة: ٨٩]
فكأن اليهود والنصارى يعرفون رسالة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. . ومكتوب في التوراة والإنجيل أنه الحق ومطلوب منهم أن يؤمنوا به. . إن كعب الأحبار كان جالسا وعمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كان موجودا فسأله عمر أكنتم تعرفونه يا كعب؟ أي أكنتم تعرفون محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ورسالته وأوصافه؟ فقال كعب وهو من أحبار اليهود. . أعرف كمعرفتي لابني، ومعرفتي لمحمد أشد. . فلما سألوه لماذا؟ قال لأن ابني أخاف أن تكون امرأتي خانتني فيه أما محمد (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ) فأوصافه مذكورة بالدقة في التوراة بحيث لا نخطئه.
إذا فأهل الكتاب يعرفون رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ويعرفون زمنه ورسالته. . والذين أسلموا منهم وآمنوا فعلوا ذلك عن اقتناع، أما الذين لم يؤمنوا