والرجاء هو طلب شيء محبوب متوقع، والتمنى طلب شيء محبوب إلا أنه غير ممكن الحدوث، ولكن تعلن بتمنّيك أنه أمر تحبه، مثل من قال:
ألا ليتَ الشبابَ يعودُ يوماً ... فأخبِرَهُ بما فَعَلَ المَشِيبُ
هو بهذا القول يبين أن الشباب أمر محبوب ومرغوب. لكن هل يتأتى هذا؟ طبعاً لا. إذن: التمني هو طلب شيء محبوب لا يمكن أن يقع؛ ومثل قول الشاعر:
ليتَ الكواكبَ تَدْنُو لي فَأْنْظِمَها ... عُقُودَ مَدْحٍ فما أرضَي لكُم كَلِمِي
وهذا غير ممكن.
أما الرجاء فهو أن تطلب شيئاً محبوباً من الممكن أن يقع.
وهنا يقول الحق سبحانه:{إِنَّ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا} ، فلماذا لا يرجون لقاء الله؟ لأن الذي يرجو لقاء الله هو من أعد نفسه لهذا اللقاء؛ ليستقبل ثواب الله، لكن الذي لم يفعل أشياء تؤهله إلى ثواب الله، وعمل أشياء تؤهله إلى عقاب الله؛ فكيف له أن يرجو لقاء الله؟ إنه لا يرجو ذلك.
وعلى سبيل المثال: إن الرجل الذي يستشهد ويقدم نفسه للشهادة، ونفسه هي أعز شيء عنده، إنما يفعل ذلك لوثوقه بأن ما يستقبله