للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالحق جل جلاله بعد أن بين لنا موقف اليهود والنصارى والمشركين من بعضهم البعض ومن الإسلام، وكيف أن هذه الطوائف الثلاث تواجه الإسلام بعداء ويواجه بعضها البعض باتهامات. . فكل طائفة منها تتهم الأخرى أنها على باطل. . أراد أن يحذرهم تبارك وتعالى من الحرب ضد الإسلام ومحاربة هذا الدين فقال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ الله أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسمه} . . مساجد الله هي الأماكن التي يتم فيها السجود لله. . والسجود علامة الخضوع وعلامة العبودية كما بينا. . لأنك تضع أشرف شيء فيك وهو وجهك على الأرض خضوعا لله وخشوعا له.

قبل الإسلام كان لا يمكن أن يصلي أتباع أي دين إلا في مكان خاص بدينهم. . مكان مخصص لا تجوز الصلاة إلا فيه. . ثم جاء الله بالإسلام فجعل الأرض كلها مسجدا وجعلها طهورا. . ومعنى أن تكون الأرض كلها مسجداً هو توسيع على عباد الله في مكان التقائهم بربهم وفي أماكن عبادتهم له حتى يمكن أن تلتقي بالله في أي مكان وفي أي زمان. . لأنه لا يحدد لك مكانا معينا لا تصح الصلاة إلا فيه. . وأنت إذا أردت أن تصلي ركعتين لله بخلاف الفرض. . مثل صلاة الشكر أو صلاة الاستخارة أو صلاة الخوف. . أو أي صلاة من السنن التي علمها لنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. . فإنك تستطيع أن تؤديها في أي وقت. . فكأنك تلتقي بالله سبحانه أين ومتى تحب.

ومادام الله تبارك وتعالى أنعم على رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وعلى أمته بأن جعل لهم الأرض مسجدا طهورا فإنما يريد أن يوسع دائرة التقاء العباد بربهم. .

<<  <  ج: ص:  >  >>