قوله الحق:{وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ} يعني: إذا نزلت، ونعلم أن هناك «نَزَل» و «أَنْزلَ» و «نَزَّل» ف «أنَزَل» للتعدية، فالقرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا. ثم نزّله الحق نجوماً. فالتنزيل معناه: موالاة النزول لأبعاض القرآن، فالقرآن قد أنزل كله، ثم بعد ذلك نزله الحق، ونزل به جبريل - عليه السلام - على سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
وقد جمعت الآية تنزيل الحق للقرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزول جبريل - عليه السلام - بالقرآن على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، والحق سبحانه يقول:{وبالحق أَنْزَلْنَاهُ وبالحق نَزَلَ ... }[الإسراء: ١٠٥]
وفي آية أخرى يقول سبحانه:{نَزَلَ بِهِ الروح الأمين}[الشعراء: ١٩٣]