للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم ينقل الحق جل جلاله المسلمين بعد أن بين لهم أنه وليهم ونصيرهم. . ينقلهم إلى سلوك أهل الكتاب من اليهود مع رسلهم حتى يتفادوا مثل هذا السلوك فيقول جل جلاله: {أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ موسى مِن قَبْلُ} . . الحق يقول للمؤمنين أم تريدون أن تسألوا رسول الله كما سأل اليهود موسى. . ولم يشأ الحق أن يشبه المسلمين باليهود فقال: {كَمَا سُئِلَ موسى مِن قَبْلُ} . . وكان من الممكن أن يقول أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سأل اليهود موسى. . ولكن الله لم يرد أن يشبه اليهود بالمؤمنين برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. . وهذا تكريم من الله للمؤمنين بأن ينزههم أن يتشبهوا باليهود. . وقد سأل اليهود موسى عليه السلام وقالوا كما يروي لنا القرآن الكريم: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكتاب أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السمآء فَقَدْ سَأَلُواْ موسى أَكْبَرَ مِن ذلك فقالوا أَرِنَا الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصاعقة بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتخذوا العجل مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ البينات فَعَفَوْنَا عَن ذلك وَآتَيْنَا موسى سُلْطَاناً مُّبِيناً} [النساء: ١٥٣]

وقد سأل أهل الكتاب والكفار رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كما يروي لنا القرآن الكريم: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرض يَنْبُوعاً} [الإسراء: ٩٠]

<<  <  ج: ص:  >  >>