وضّحت لنا الآية التي سبقت أن اليهود قد انتفت صلتهم بإبراهيم عليه السلام. . بعد أن تركوا القيم والدين واتجهوا إلى ماديات الحياة. . أنتم تدعون أنكم أفضل شعوب الأرض لأنكم من ذرية إسحق بن إبراهيم والعرب لهم هذه الأفضلية والشرف لأنهم من ذرية إسماعيل بن إبراهيم. . إذن فأنتم غير مفضلين عليهم. . فإذا انتقلنا إلى قصة بيت المقدس وتحول القبلة إلى الكعبة. . نقول إن ذلك مكتوب منذ بداية الخلق أن تكون الكعبة قبلة كل من يعبد الله.
الحق سبحانه وتعالى يقول:{وَإِذْ جَعَلْنَا البيت مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً} . . تأمل كلمة البيت وكلمة مثابة. . بيت مأخوذ من البيتوته وهو المأوى الذي تأوى إليه وتسكن فيه وتستريح وتكون فيه زوجتك وأولادك. . ولذلك سميت الكعبة بيتا لأنها هي المكان الذي يستريح إليه كل خلق الله. . ومثابة يعني مرجعا تذهب إليه وتعود. . ولذلك فإن الذي يذهب إلى بيت الله الحرام مرة يحب أن يرجع مرات ومرات. . إذن فهو مثابة له لأنه ذاق حلاوة وجوده في بيت ربه. . وأتحدى أن يوجد شخص في بيت الله الحرام يشغل ذهنه غير ذكر الله وكلامه وقرآنه وصلاته. . تنظر إلى الكعبة فيذهب كل ما في صدرك من ضيق وهم وحزن ولا تتذكر أولادك ولا شئون دنياك ولو ظلت جاذبية بيت الله في قلوب الناس مستمرة لتركوا كل شئون دنياهم ليبقوا بجوار البيت. . ولذلك كان عمر بن الخطاب حريصا على أن يعود الناس إلى أوطانهم وأولادهم بعد انتهاء مناسك الحج مباشرة. .
ومن رحمة الحق سبحانه أن الدنيا تختفي من عقل الحاج وقلبه. . لأن الحجيج في