للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله تبارك وتعالى أراد أن يلفتنا إلى أن اليهود لم يقتلوا الأنبياء ويحرفوا التوراة ويشتروا بآيات الله جاه الدنيا فقط. . ولكنهم عادوا الملائكة أيضا. . بل إنهم أضمروا العداوة لأقرب الملائكة إلى الله الذي نزل بوحي القرآن وهو جبريل عليه السلام. . وأنهم قالوا جبريل عدو لنا.

الخطاب هنا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. . ولقد جلس ابن جوريا أحد أحبار اليهود مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وقال له من الذي ينزل عليك بالوحي؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جبريل. . فقال اليهودي لو كان غيره لآمنا بك. . جبريل عدونا لأنه ينزل دائما بالخسف والعذاب. . ولكن ميكائيل ينزل بالرحمة والغيث والخصب. . وأيضا هو عدوهم لأنهم اعتقدوا أن بيت المقدس سيخربه رجل اسمه بختنصر، فأرسل اليهود إليه من يقتله. . فلقى اليهودي غلاما صغيرا وسأله الغلام ماذا تريد؟ قال إني أريد أن أقتل بختنصر لأنه عندنا في التوراة هو الذي سيخرب بيت المقدس. . فقال الغلام إن يكن مقدرا أن يخرب هذا الرجل بيت المقدس فلن تقدر عليه. . لأن المقدر نافذ سواء رضينا أم لم نرضى. . وإن لم يكن مقدرا فلماذا تقتله؟ أي أن الطفل قال له إذا كان الله قد قضى في الكتاب أن بختنصر سيخرب بيت المقدس. . فلا أحد يستطيع أن يمنع قضاء الله. . ولن تقدر عليه لتقتله وتمنع تخريب بيت المقدس على يديه. . وإن كان هذا غير صحيح فلماذا تقتل نفسا بغير ذنب. . فعاد اليهودي دون أن يقتل بختنصر. . وعندما رجع إلى قومه قالوا له إن جبريل هو الذي تمثل لك في صورة طفل وأقنعك ألا تقتل هذا الرجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>