هذه الآية الكريمة. توضح لنا أن الله سبحانه وتعالى هو المعلم الأول في الكون. وإذا كان لكل علم معلم. فإن المعلم الأول لابد أن يكون هو الله سبحانه وتعالى. وإذا كنا نشاهد في عصرنا ألوانا من العلوم. . فهذه العلوم من تفاعل العقل الذي وهبه الله تعالى للإنسان. من المواد التي وضعها الله تعالى في الكون. بالمنطق والعلم الذي علمه الله للإنسان.
إن كل الاختراعات والابتكارات أخذت وجودها من مقدمات كانت سابقة عليها. فالماء مثلا كان موجودا منذ الأزل. والشمس كطاقة تبخر الماء لتصنع منه سحابا. فإذا استخدم الإنسان الطاقة الحرارية في تبخير الماء واستخدم البخار كطاقة، فهناك قفزة حضارية في العلوم اسمها عصر البخار، وهو الذي كانت تسير به القطارات والآلات في المصانع. وغير ذلك.
إن هذا التقدم في العلم، إنما هو نابع من وجود العلم والطاقة، وزاد عليهما القدوة العقلية للإنسان الممنوحة له من الخالق، التي جعلته يفكر في استخدام الطاقة الناتجة من البخار، فإذا توصل الإنسان لمراقبة شجرة ساقطة وهي تتدحرج إلى الأرض لأن جذعها أسطواني. فإنه أخذ من نظام هذه الشجرة ما يصنع منه العجلة التي كانت تطورا هاما في تاريخ العلم. .
إذن فساق الشجرة الأسطوانية هو الذي أعطى للإنسان فكرة العجلة، فإذا طور الإنسان استخدام البخار وصنع قطارا يسير بالبخار. فهذا التطوير هو ابن للعلم