للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحق سبحانه وتعالى بعد أن فضح كذبهم. . في أنهم لا يمكن أن يتمنوا الموت لأنهم ظالمون. . وماداموا ظالمين فالموت أمر مخيف بالنسبة لهم. . وهم أحرص الناس على الحياة. . حتى إن حرصهم يفوق حرص الذين أشركوا. . فالمشرك حريص على الحياة لأنه يعتقد أن الدنيا هي الغاية. . واليهود أشد حرصا على الحياة من المشركين لأنهم يخافون الموت لسوء أعمالهم السابقة. . لذلك كلما طالت حياتهم ظنوا أنهم بعيدون عن عذاب الآخرةِ. . الحياة لا تجعلهم يواجهون العذاب ولذلك فهم يفرحون بها.

إن اليهود لا يبالون أن يعيشوا في ذلة أو في مسكنة. . أو أي نوع من أنواع الحياة. . المهم أنهم يعيشون في أي حياة. . ولكن لماذا هم حريصون على الحياة أكثر من المشركين؟ لأن المشرك لا آخرة له فالدنيا هي كل همه وكل حياته. . لذلك يتمنى أن تطول حياته بأي ثمن وبأي شكل. . لأنه يعتقد أن بعد ذلك لا شيء. . ولا يعرف أن بعد ذلك العذاب. . واليهود أحرص من المشركين على حياتهم.

وقوله تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} . . الود هو الحب. . أي أنهم يحبون أن يعيشوا ألف سنة أو أكثر. . ولكن هب أنه عاش ألف سنة أو حتى أكثر من ذلك. . أيزحزحه هذا عن العذاب؟ لا. . طول العمر لا يغير النهاية.

فمادامت النهاية هي الموت يتساوى من عاش سنوات قليلة ومن عاش ألوف

<<  <  ج: ص:  >  >>