إذن: فيعد ان ذكر الحق لنا الجنة وما فيها، وما يجعل النفس مشتاقة إلى الجنة، فهو يُذكِّرنا بما يجب علينا أن نفعله لخدمة منهج الله - ولله المثل الأعلى - مثلما تقول لابنك: عندما تتخرج طبيباً ستكون لك عيادة كبيرة ثم مستشفى، وترتقي معه فيما ينتظره من مستقبل كبير، وتُذكِّره بضرورة أن يجتهد في المذاكرة حتى يصل إلى ما يتمناه. وبذلك تكون قد حبَّبته في الغاية التي سيصل إليها، ثم انتقلت لتحببه في الوسيلة التي ستوصله إلى هذه الغاية.
وهنا يقول الحق سبحانه:
{ياأيها النبي جَاهِدِ الكفار والمنافقين واغلظ عَلَيْهِمْ} والحق جَلَّ وعلا يخص رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بالتكريم والتعظيم، فلم يُناده باسمه. بل قال:{ياأيها النبي} وفي مواقع أخرى يناديه: {ياأيها الرسول} .
ولكن النداء من الحق لباقي الأنبياء، يكون مثل قوله تعالى:{وَقُلْنَا يَآءَادَمُ اسكن أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنة ... }[البقرة: ٣٥]