قوله تعالى:{وَلِيَعْلَمَ الذين أُوتُواْ العلم أَنَّهُ الحق مِن رَّبِّكَ}[الحج: ٥٤] يعني: يتأكدوا تأكيداً واضحاً أن هذا هو الحق، مهما شوَّشَ عليه المشوِّشُون، ومهما قالوا عنه: إنه سحر، أو كذب، أو أساطير الأولين؛ لأن الله سيُبطل هذا كله، وسيقف أهل العلم والنظر على صِدْق القرآن بما لديهم من حقائق ومقدمات واستدلالات يعرفون بها أنه الحق.
وما دام هو الحق الذي لم تزعزعه هذه الرياح الكاذبة فلا بُدّ أن يؤمنوا به {فَيُؤْمِنُواْ بِهِ}[الحج: ٥٤] ثم يتبع هذا الإيمان عملٌ وتطبيق {فَتُخْبِتَ لَهُ}[الحج: ٥٤] يعني: تخشع وتخضع وتلين وتستكين.
ثم يقول سبحانه:{وَإِنَّ الله لَهَادِ الذين آمنوا إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الحج: ٥٤] .