والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إنما جاء بالقيم التي تهدي إلى الطريق المستقيم، جاء بالدين الحق. فكلمة «دين» أخذَتْ واستعملت أيضاً في الباطل، ألم يأمر الحق سبحانه وتعالى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن يقول لكفار ومشركي مكة:{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}[الكافرون: ٦] .
فهل كان لهم دين؟ نعم كان لهم ما يدينون به مما ابتكروه واخترعوه من المعتقدات؛ لكن {وَدِينِ ا} هو الذي جاء من السماء.
{هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهدى وَدِينِ الحق لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدين كُلِّهِ} ولنلحظ أن الحق سبحانه وتعالى جاء بهذا القول ليؤكد أن الإسلام قد جاء ليظهر فوق أي ديانة فاسدة، ونحن نعلم أن هناك ديانات متعددة جاءت من الباطل، فسبحانه القائل:{وَلَوِ اتبع الحق أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ السموات والأرض}[المؤمنون: ٧١] .
ونتوقف عند قول الحق سبحانه وتعالى:{عَلَى الدين كُلِّهِ} ، فلو أن الفساد كان في الكون من لون واحد، كان يقال ليظهره على الدين الموجود الفاسد، ولكنَّ هناك أدياناً متعددة؛ منها البوذية وعقائد المشركين، وديانات أهل الكتاب والمجوس الذين يعبدون النار أو بعض أنواع من الحيوانات،