هذه الآية الكريمة تتناول أحداثا وقعت بعد غزوة أحد. . وفي غزوة أحد طلب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. . من الرماة ألا يغادروا مواقعهم عند سفح الجبل سواء انتصر المسلمون أو انهزموا. . فلما بدأت بوادر النصر طمع الرماة في الغنائم. . فخالفوا أمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فهزمهم الله. . ولكن الكفار لم يحققوا نصرا لأن النصر هو أن تحتل أرضا وتبقى.
هؤلاء الكفار بعد المعركة انطلقوا عائدين إلى مكة. . حتى أن المسلمين عندما خرجوا للقائهم في اليوم التالي لم يجدوا أحداً. . يهود المدينة استغلوا هذا الحدث. . وعندما التقوا بحذيفة بن اليمان وطارق وغيرهما. . قالوا لهم إن كنتم مؤمنين حقا لماذا إنهزمتم فارجعوا إلى ديننا واتركوا دين محمد. . فقال لهم حذيفة ماذا يقول دينكم في نقض العهد؟ . . يقصد ما تقوله التوراة في نقض اليهود ولعهودهم مع الله ومع موسى. . ثم قال أنا لن انقض عهدي مع محمد ما حييت. . أما عمار فقال. . لقد آمنت بالله ربا وآمنت بمحمد رسولا وآمنت بالكتاب إماما وآمنت بالكعبة قبلة وآمنت بالمؤمنين إخوة وسأظل على هذا ما حييت.
وبلغ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ما قاله حذيفة وطارق بن ياسر فسر بذلك ولكن اليهود كانوا يستغلون ما حدث في أحد ليهزموا العقيدة الإيمانية في قلوب المسلمين كما استغلوا تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ليهزوا الإيمان في القلوب وقالوا إذا كانت القبلة تجاه بيت المقدس باطلة فلماذا اتجهتم إليها، وإذا كانت صحيحة فلماذا تركتموها، فنزل قول الله تعالى:{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكتاب لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ} .