استجاب الله تعالى دعاء نبيه نوح - عليه السلام - في النُّصْرة على قومه، فأمره بأن يصنع الفلك. والفُلْك هي السفينة، وتُطلق على المفرد والجمع، قال تعالى:{فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الفلك المشحون}[الشعراء: ١١٩] وقال: {وَتَرَى الفلك فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[فاطر: ١٢] فدلَّتْ مرة على المفرد، ومرة على الجمع.
وقوله تعالى:{بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا. .}[المؤمنون: ٢٧] دليل على أن نوحاً - عليه السلام - لم يكن نجاراً كما يقول البعض، فلو كان نجاراً لهداه عقله إلى صناعتها، إنما هو صنعها بوحي من الله وتوجيهاته ورعايته، كما قال سبحانه:{وَلِتُصْنَعَ على عيني}[طه: ٣٩] فالمعنى: اصنع الفُلْك، وسوف أوفقك إلى صناعتها، وأهديك إلى ما يجب أن يكون، وأُصحِّح لك إنْ أخطأت في وضع شيء في غيرموضعه، إذن: أَمَرْتُ وأَعَنْتُ وتابعتُ. والوحي: هو خطاب الله لرسوله بخفاء.
ثم يقول تعالى:{فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التنور}[المؤمنون: ٢٧] .