للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عندما يذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم. . العذاب والنار، يأتي بالمقابل وهو النعيم والجنة. . وذلك أن المقابلة ترينا الفرق. . وتعطي للمؤمن إحساسا بالسعادة. . لأنه زحزح عن عذاب الآخرة، وليس هذا فقط. . بل دخل الجنة ليقيم خالدا في النعيم. . ولذلك يقول سبحانه: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النار وَأُدْخِلَ الجنة فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: ١٨٥]

إذن الفوز في الآخرة ليس على درجة واحدة ولكن على درجتين. . أولى درجات الفوز أن يزحزح الإنسان على النار ولو إلى الأعراف وهذا فوز عظيم. . يكفي إنك تمر على الصراط المضروب فوق النار وترى ما فيها من ألوان العذاب، ثم بعد ذلك تنجو من هذا الهول كله. . يكفي ذلك ليكون فوزا عظيما. . لأن الكافر في هذه اللحظة يتمنى لو كان ترابا حتى لا يدخل النار. . فمرور المؤمن فوق الصراط ورؤيته للنار نعمة لأنه يحس بما نجا منه. . فإذا تجاوز النار ودخل إلى الجنة لينعم فيها نعيما خالدا كان هذا فوزاً آخر. . ولذلك حرص الله تبارك وتعالى أن يعطينا المرحلتين. فلم يقل: من زحزح عن النار فاز. . ولم يقل من أدخل الجنة فاز. . بل قال {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النار وَأُدْخِلَ الجنة فَقَدْ فَازَ} . . وجاءت هذه الآية الكريمة بعد آيات العذاب لتعطينا المقارنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>