قوله تعالى:{فَلَمَّا قضى مُوسَى الأجل}[القصص: ٢٩] أي: الذي اتفق عليه مع شعيب عليه السلام {وَسَارَ بِأَهْلِهِ}[القصص: ٢٩] قلنا: إن الأهل تُطلق على الزوجة، وفي لغتنا العامية نقول: معي أهلي أو الجماعة ونقصد الزوجة؛ لذلك لأن الزوجة تقضي لزوجها من المصالح ما لا يقدر عليه إلا جماعة، بل وتزيد على الجماعة بشيء خاص لا يؤديه عنها غيرها، وهو مسألة المعاشرة؛ لذلك حَلَّتْ محلَّ جماعة.
ومعنى {آنَسَ}[القصص: ٢٩] يعني: أبصر ورأى أو أحسَّ بشيء من الأُنْس، {الطور}[القصص: ٢٩] اسم الجبل {قَالَ لأَهْلِهِ امكثوا}[القصص: ٢٩] انتظروا {إني آنَسْتُ نَاراً}[القصص: ٢٩] يخبرها بوجود النار، وهذا يعني أنها لم تَرَها كما رآها هو.
وهذا دليل على أنها ليست ناراً مادية يُوقِدها بشر، وإلا لاستوى أهله معه في رؤيتها، فهذا إذن أمر خاص به {لعلي آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ}[القصص: ٢٩] يعني: رجاءَ أنْ أجد مَنْ يخبرنا عن الطريق، ويهدينا إلى أين نتوجه {أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النار لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}[القصص: ٢٩] .