هناك «حسن» ، و «حسنة» ولا تقل: إن حسنة هي مؤنث حسن، لأن فيها تاء. كأنها تاء التأنيث، ولكن اسمها «تاء المبالغة» تأتي على اللفظ الذي للذكر، مثلما تقول:«فلان علاّمة» ، «فلان راوية للشعر» وفلان نسَّابة. هذه هي تاء المبالغة.
والحسنة هي الخير الذي يورث ثواباً، وكلما كان الثواب أخلد وأعمق كانت الحسنة كذلك. وإذا قال الحق سبحانه وتعالى:{مَن جَآءَ بالحسنة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} .
ف «أمثالها» جمع «مثل» ، والمثل مذكر، والقاعدة تقول: حين يكون المعدود مذكراً نأتي له بالتاء، وحين يكون مؤنثاً نحذف التاء لأن أصل الأعداد مبني على التاء، لأنك عندما تعد تقول واحد، اثنان ثلاثة إلى عشرة فأصل الأعداد مبنيٌّ على التاء، وإذا استعملته مع المؤنث تخالف بحذف التاء فيه، وإن استعملت العدد مع الأصل وهو المذكر، تستعمله على طبيعته فتقول:«ثلاثة رجال» . وإذا أردت أن تتكلم عن الأنثى، تقول:«ثلاثة نسوة» ، والحق هنا يقول:{فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} ، و «مثل» - كما قلنا - مذكر. والحق لم يجعل الأصل في العطاء هو «المثل» ، بل جعل الأصل هو الحسنة:{مَن جَآءَ بالحسنة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بالسيئة فَلاَ يجزى إِلاَّ مِثْلَهَا ... }[الأنعام: ١٦٠]
وهذا هو مطلق الرحمة والفضل، ولذلك ورد الحديث القدسي.