بعد أن بين لنا الله سبحانه وتعالى رفضهم للإيمان بما أنزل على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. . بحجة أنهم يؤمنون بما أنزل إليهم فقط. . أوضح لنا أن هذه الحجة كاذبة وأنهم في طبيعتهم الكفر والإلحاد. . فقال سبحانه:{وَلَقَدْ جَآءَكُمْ موسى بالبينات} . . أي أن موسى عليه السلام أيده الله ببينات ومعجزات كثيرة كانت تكفي لتملأ قلوبكم بالإيمان وتجعلكم لا تعبدون إلا الله. . فلقد شق لكم البحر ومررتم فيه وأنتم تنظرون وترون. . أي أن المعجزة لم تكن غيبا عنكم بل حدثت أمامكم ورأيتموها. . ولكنكم بمجرد أن تجاوزتم البحر وذهب موسى للقاء الله. . بمجرد أن حدث ذلك اتخذتم العجل إلها من دون الله وعبدتموه. . فكيف تدعون أنكم آمنتم بما أنزل إليكم. . لو كنتم قد آمنتم به ما كنتم اتخذتم العجل إلهاً.
والحق تبارك وتعالى يريد أن ينقض حجتهم في أنهم يؤمنون بما أنزل إليهم. . ويرينا أنهم ما آمنوا حتى بما أنزل إليهم. . فجاء بحكاية قتل الأنبياء. . ولو أنهم كانوا مؤمنين حقا بما أنزل إليهم فليأتوا بما يبيح لهم قتل أنبيائهم ولكنهم كاذبون. . أما الحجة الثانية فهي إن كنتم تؤمنون بما أنزل إليكم. . فقولوا لنا كيف وقد جاءكم موسى بالآيات الواضحة من العصا التي تحولت إلى حية واليد البيضاء من غير سوء والبحر الذي شققناه لكم لتنجوا من قوم فرعون. . والقتيل الذي أحياه لله أمامكم بعد أن ضربتموه ببعض البقرة التي ذبحتموها. . آيات كثيرة ولكن بمجرد أن ترككم موسى وذهب للقاء ربه عبدتم العجل.
إذن فقولكم نؤمن بما أنزل إلينا غير صحيح. . فلا أنتم مؤمنون بما أنزل إليكم ولا أنتم مؤمنون بما أنزل من بعدكم. . وكل هذه حجج الهدف منها عدم الإيمان أصلا.