كان اليهود يدخلون على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مدخل لؤم وكيد فيقولون هادنا، أي قل لنا ما في كتابنا حتى ننظر إذا كنا نتبعك أم لا. . يريد الله تبارك وتعالى أن يقطع على اليهود سبيل الكيد والمكر برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. . بأنه لا اليهود ولا النصارى سيتبعون ملتك. . وإنما هم يريدون أن تتبع أنت ملتهم. . أنت تريد أن يكونوا معك وهم يطمعون أن تكون معهم. . فقال الله سبحانه:{وَلَنْ ترضى عَنكَ اليهود وَلاَ النصارى حتى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} . .
نلاحظ هنا تكرار النفي وذلك حتى نفهم أن رضا اليهود غير رضا النصارى. . ولو قال الحق تبارك وتعالى، ولن ترضى عنك اليهود والنصارى بدون لا. . لكان معنى ذلك أنهم مجتمعون على رضا واحد أو متفقون. . ولكنهم مختلفون بدليل أن الله تعالى قال:{وَقَالَتِ اليهود لَيْسَتِ النصارى على شَيْءٍ وَقَالَتِ النصارى لَيْسَتِ اليهود على شَيْءٍ}[البقرة: ١١٣]
إذن فلا يصح أن يقال فلن ترضى عنك اليهود والنصارى. . والله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لن ترضى عنك اليهود ولن ترضى عنك النصارى. . وإنك لو صادفت رضا اليهود فلن ترضى عنك النصارى. . وإن صادفت رضا النصارى فلن ترضى عنك اليهود. .