ونحن نعرف أن الإنسان مكوَّن من بدن، وهو الهيكل المادي المصوَّر على تلك الصورة التي نعرفها، وهناك الروح التي في البدن، وبها تكون الحركة والحياة.
وساعة نقول:«بدن» ، فافهم أنها مجردة عن الروح، مثلما نقول: جسد. وإذا أطلقت كلمة «جسد» فمعناها الهيكل المادي المجرد من الروح.
والحق سبحانه هو القائل:
{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا على كُرْسِيِّهِ جَسَداً}[ص: ٣٤] .
وكان سيدنا سليمان عليه السلام يستمتع بما آتاه الله سبحانه من الملك ما لا ينبغي لأحد من بعده، وسخَّر له الجن والرياح وعلّمه كل اللغات، وكان صاحب الأوامر والنواهي والهيمنة، ثم وجد نفسه قاعداً على كرسيه بلا حراك وبلا روح، ويقدر عليه أي واحد من الرعية، ثم أعاد الله له روحه إلى جسده، وهو ما يقوله الحق سبحانه:
{ثُمَّ أَنَابَ}[ص: ٣٤] .
أي: أنه أفاق لنفسه، فعلم أن كل ما يملكه هو أمر مُفاضٌ عليه، لا أمر نابع من ذاته.
وهنا في الآية الكريمة التي نحن بصددها الآن يقول الحق سبحانه: