أي: ما هو الأمر العظيم الذي جِئْتم من أجله؛ لأن الخَطْب هو الحَدث الجَلل الذي ينتاب الإنسان؟ وسُمِّي خَطْباً لأنه يشغل بال الناس جميعاً فيتخاطبون به، وكلما التقتْ جماعة من البشر بجماعة أخرى فَهُمْ يتحدثون في هذا الأمر.
ولذلك سُمِّيتْ رغبة الزواج بين رجل وامرأة وَتَقدّمه لأهلها طَلباً لِيَدها «خِطْبة» ؛ لأنه أمر جلَلَ وهَامّ؛ ذلك أن أحداً لو نظر إلى المرأة؛ ورآه واحدٌ من أهلها لَثَار من الغَيْرة؛ ولكن ما أن يدقَّ البابَ طالباً يدَها، فالأمر يختلف؛ لأن أهلها يستقبلون مَنْ يتقدّم للزواج الاستقبالَ الحسن؛ ويقال:«جدعَ الحلالُ أنْفَ الغَيْرة» .
وهنا قال إبراهيم عليه السلام للملائكة: ما خَطْبكم أيها المُرْسلون؟ أي: لأيِّ أمر جَلَلٍ أتيتُم؟
ويأتي الجواب من الملائكة في قول الحق سبحانه:{قَالُواْ إِنَّآ ... } .