للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لابد أن نتأمل كم مرة أكد القرآن الكريم قضية تحويل القبلة. . أكدها ثلاث مرات متقاربة. . لأن تحويل القبلة أحدث هزة عنيفة في نفوس المؤمنين. . والحق سبحانه وتعالى يريد أن يُذهب هذا الأثر ويؤكد تحويل القبلة تأكيدا إيمانيا.

لقد جاء بثلاث آيات التي هي أقل الجمع. . واحدة للمتجه إلى الكعبة وهو داخل المسجد. . والثانية للمتجه وهو خارج المسجد. . والثالثة للمتجه من الجهات جميعا.

قوله تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام} . . هو رد على المنافقين واليهود والنصارى الذين حاولوا التشكيك في الإسلام. . بأن واجهوا المسلمين بقضية تغيير القبلة. . على أساس أنها قضية ما كان يجب أن تتم لأنه ليس فيها زيادة في التكليف ولا مشقة زائدة تزيد ثواب المؤمن. . فالجهد الذي يبذله المؤمن في الاتجاه إلى المسجد الأقصى هو نفس الجهد الذي يبذله في الاتجاه إلى البيت الحرام. . فأنت إذا اتجهت في صلاتك يمينا أو شمالا أو شرقا أو غربا فإن ذلك لا يضيف إليك مشقة. فما هو سبب التغيير؟ .

نقول لهم إن هذه ليست حجة للتشكيك في تحويل القبلة لأن الاتجاه إلى المسجد الحرام هو طاعة الله. . ومادام الله سبحانه وتعالى قد قال فعلينا أن نطيع طاعة إيمانية. . يقول المولى جل جلاله: {وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} . . أي أن ما فعلتموه من تحويل القبلة هو حق جاءكم من الله تبارك وتعالى. . والله عَزَّ وَجَلَّ ليس غافلا عن عملكم بحيث تكونون قد اتجهتم إلى البيت الحرام. بل الله يعلم ما تبدون وما تكتمون. . فاطمئنوا أنكم على الحق وولوا وجوهكم تجاه المسجد الحرام. . واعملوا أن الله سبحانه محيط بكم في كل ما تعملون.

<<  <  ج: ص:  >  >>