وقوله سبحانه:{ففروا إِلَى الله إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}[الذاريات: ٥٠]
أي أن الحق جل جلاله يريدنا أن نعرف يقينا أننا لا نستطيع أن نفر من علمه. ولا من قدره ولا من عذابه. . وأن الطريق الوحيد المفتوح أمامنا هو أن نفر إلى الله. . وأنه لا منجاة من الله إلا إليه. . ولذلك لا يظن كافر أو عاص أنه سيفلت من الله. . ولا يظن أنه لن يكون موجودا يوم القيامة أو أنه لن يحاسب أو أنه يستطيع أن يختفي.
إن غرور الدنيا قد يركب بعض الناس فيظنون أنهم في منعة من الله وأنهم لن يلاقوه. . نقول لهم إنكم ستفاجأون في الآخرة حين تعرفون أن الحساب حق والجنة حق والنار حق. ستفاجأون بما سيحدث لكم. . ومن لم يؤمن ولم يسارع إلى الخير سيلقى الخزي والعذاب الأليم. . إن الله ينصحنا أن نؤمن وأن نسارع في الخيرات لننجوا من عذابه، ويقول لنا لن يفلت واحد منكم ولا ذرة من ذرات جسده من الوقوف بين يدي الله للحساب. . ولذلك ختم الله هذه الآية الكريمة بقوله:{إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} . . أي أن الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء ولا يخرج عن طاعته شيء. . إنه سبحانه على كل شيء قدير.