الخشية: الخوف بتعظيم ومهابة، فقد تخاف من شيء وأنت تكرهه أو تحتقره. فالخشية كأنْ تخاف من أبيك أو من أستاذ كأن يراك مُقصِّراً، وتخجلل منه أنْ يراك على حال تقصير. فمعنى الخوف من الله: أن تخاف أن تكون مُقصِّراً فيما طُلِب منك، وفيماً كلَّفك به؛ لأن مقاييسه تعالى عالية، وربما فاتكَ من ذَلك شيء.
وفي موضع آخر يشرح الحق سبحانه هذه المسألة، فيقول:{إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء ... }[فاطر: ٢٨] لماذا؟ لأنهم الأعلم بالله وبحكمته في كونه، وكلما تكشَّفَتْ لهم حقائق الكون وأسراره ازدادوا لله خشية، ومنه مهابة وإجلالاً؛ لذلك قال عنهم:{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ... }[النحل: ٥٠] أي: أعلى منهم وعلى رؤوسهم، لكن بِحُبٍّ ومهابة.
ومعنى:{بالغيب ... }[الأنبياء: ٤٩] أنهم يخافون الله، مع أنهم