للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما معنى «يغٌل» ؟ أولا: «الغلول» هو الأخذ في الخفاء. وهو مأمخوذ من «أغل الجازر» - أي الجزار - أي عندما يسلخ الجلد يأخذ بعض اللحم مع الجلد، ثم يطوي الجلد مخفيا ما أخذه من اللحم، هذا هو الأصل، وأطلق شرعا على الخيانة في الغنائم، ففي هول المعارك قد يجد المقاتل شيئا ثمينا فيأخذ هذا الشيء خفية، وهذا اسمه «الغلول» ، وأيضا كلمة «الغِّل في الصدور» أي إخفاء الكراهية، وكل المادة إخفاء.

والحق يقول: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} لماذا؟ لأن من الجائز أن الرماة - في غزوة أحد - ساعة رأوا الغنائم أقبلوا عليها؛ لأن غنائم بدر لم تكن قد قسمت بين كل من اشتركوا في القتال، فالذي كان يعثر على غنيمة كان يأخذها، وكانت بدر أول معركة، وكان الهدف من ذلك تشجيع المقاتلين. وكان الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: قد قال: «من قتل قتيلا فله سلبه» .

وظن المقاتلون في أحُد أن المسألة ستكون مثل بدر، وظن البعض أن الرسول لن يعطيهم غنائم، فيوضح الحق سبحانه وتعالى: بأن هذه مسألة وتلك مسألة أخرى، فمن يفعل مثل هذا يكون قد غَل. وساعة تسمع: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} أي أن من طبعه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ومن فطرته وسجيته ألاَّ يتأتى ذلك منه أبدا، لكن من الجائز أن يحدث مثل ذلك من واحد من أمته، إذن فهناك فرق بين امتناع

<<  <  ج: ص:  >  >>