للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والرضا هو اطمئنان القلب إلى أمر فيه نفعٌ؛ فحين أقول: أنا راضٍ بالشيء الفلاني، فمعنى هذا أن كمية النفع التي آخذها منه تكفيني. ومرحلة الإرضاء تختلف من إنسان إلى آخر، فقد ترضى أنت بنفع ما، وعند غيرك ما هو أحسن منه لكنه غير راضٍ، ويتميز المؤمن بأن كل ما يجري عليه من غير كسب منه، لا بد أن يرضى به؛ لأن مجريه رحيم. وقد تكون الرحمة لأمر لا يعلمه المؤمن الآن؛ فقد يُضَن عليه بمال؛ لأنه وقد تكون الرحمة لأمر لا يعلمه المؤمن الآن؛ فقد يُضَن عليه بمال؛ لأنه سبحانه لو زَوَّده بالمال فقد يبعثره على أولاده، ويصبح المال وسيلة انحرافهم، فالحق سبحانه يعطيه المال بقدر ما يطعم أولاده إلى أن يمر أبناؤه من فترة المراهقة، ثم ينعم ربنا عليه بالمال بعد أن وصل الأبناء إلى النضج، وضنَّ الحق على العبد أحياناً هو عين العطاء، ولذلك يقال: «إذا لم يكُنْ ما تريد، فَلْتُرِدْ ما يكون» .

ولماذا يحلف المنافقون؟ وتأتي الإجابة من الحق: {لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ} وماذا يحقق رضا المؤمنين لهؤلاء المنافقين؟ ثم هل للمؤمن رضاء من خلف رضاء رسول الله؟ وهل لرسول الله رضا من خلف رضاء ربه؟

إن ما يُفرح هو رضا مَنْ يملك النفع، فأنتم حين ترضون عنهم بعد أن يحلفوا لكم، وتقتنعوا ببشريتكم؛ فترضوا عنهم، فليس لكم رضا ينفعهم، ولا لرسول الله رضا من وراء رضا ربه، فالرضا الحق هنا هو

<<  <  ج: ص:  >  >>