(رأى) قلنا: تأتي بصرية، وتأتي بمعنى عَلِم، ومنه قولنا في الجدال مثلاً أرى في الموضوع الفلاني كذا وكذا، ويقولون:(وَلِرَأىَ الرؤْيا انْمِ ما لِعَلِمَا) ، وتجد في أساليب القرآن كلاماً عن الرؤيا المخاطب بها غير راء للموضوع، كما في قوله سبحانه مخاطباً النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفيل}[الفيل: ١] .
ومعلوم أن النبي لم يَرَ ما حدث من أمر الفيل؛ لأنه وُلِد في هذا العام فرأى هنا بمعنى علم، لكن لماذا عدل عن (ألم تعلم) إلى (ألم تر) ؟ قالوا: لأن المتكلم هنا هو الله تعالى، فكأنه يقول لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: إذا أخبرتُك بشيء، فإن إخباري لك به أصدق من رؤيتك.
يقول سبحانه:{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ الناس مِنْ حَوْلِهِمْ ... }[العنكبوت: ٦٧] فالحرم آمِن رغم ما حدث له من ترويع