وكلمة «مَنْ» تطلق وقد يراد بها المفرد، وقد يراد بها المفردة، وقد يراد بها المثنى، وقد يراد بها الجمع، ومرة يطابق اللفظ فيقول سبحانه:{وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ}[الأنعام: ٢٥] .
والسماع كما نعلم هو استقبال الأذن للصوت، فإن كان صوتاً مُبْهماً كأصوات الحيوانات أو أصوات الأعواد، فهذه الأصوات لا تفيد إلا ما تفيده النغمة في الجسم من هزة أو ارتجاج.
وإما أن يكون الصوت له معنى تواضُعيٌّ، كاللغات المختلفة التي يتخاطب بها الناس في البلدان المختلفة، فإن تكلمتَ بالإنجليزية في بلد يتكلم أهله بهذه اللغة فهموك وفهمت عنهم. هذا هو معنى التواضع في اللغة، أي: أن المتكلم والسامع على درجة. واحدة من الاتفاق على اللغة.
والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عربي يتحدث بلسان عربي مبين لقوم من العرب، فما العائق عن السمع إذن؟
إن العائق عن السمع نفض الأذن لما يأتي من جهة الخصم، والسماع كما نعلم هو استشراف المخاطب إلى ما يفهم من المتكلم، فإن لم يوجد عند المخاطب استشراف إلى أن يسمع، فالكلام يُقال ولا يصل.