للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله سبحانه وتعالى لازال يتحدث عن أهل الكتاب. . فبعد أن بين لنا الذين يقول: {أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ الله عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ} . . انتقل سبحانه وتعالى إلى طائفة أخرى وهم من أسماهم بالأميين. . وأصح قول في الأمي هو أنه كما ولدته أمه. أي لم يعلم شيئاً من ثقافة وعلم في الوجود منذ لحظة نزوله من بطن أمه. ولذلك فإن الأمي على إطلاقه هو الذي لا يكتسب شيئاً من ثقافة الوجود حوله، بصرف النظر عن أن يقال كما ولدته أمه. . لأن الشائع في المجتمعات أن الذي يعلم هم الخاصة لا العامة. . وعلى أية حال فالمعاني كلها ملتقية في تعريف الأمي.

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ} . . تلاحظ أن هناك معسكرات من الأميين واجهت الدعوة الإسلامية. . فالمعسكر الأول كان المشركين في مكة، والمعسكر الثاني كان أهل الكتاب في المدينة. وأهل الكتاب تطلق على أتباع موسى وأتباع المسيح. . ولكن في الجزيرة العربية كان هناك عدد لا يذكر من النصارى. . وكان هناك مجتمع. والمقصود من قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكتاب إِلاَّ أَمَانِيَّ} هم اليهود الذين كان لهم مجتمع في المدينة. . ومادام الحق سبحانه وتعالى قال: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ} . . معنى هذا أنه لابد أن يكون هناك منهم غير أميين. . وهؤلاء هم الذين سيأتي قول الله تعالى عنهم في الآية التالية: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكتاب بِأَيْدِيهِمْ} [البقرة: ٧٩]

هنا قسّم الله تبارك وتعالى اليهود إلى أقسام. . منهم قسم أُمِّي لا يعرفون

<<  <  ج: ص:  >  >>