الكتاب وما يقوله لهم أحبارهم هو الذي يعرفونه فقط. . وهؤلاء ربما لو كانوا يعلمون ما في التوراة. . من صفات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لآمنوا به. . والكتاب هنا يقصد به التوراة. . والله سبحانه وتعالى لم ينف عنهم مطلق العلم. . ولكنه نفى خصوصية العلم، لأنه قال لا يعلمون إلا أماني. . فكأن الأماني يعلمونها من الكتاب.
ولكن ما الأماني؟ . . إنها تطلق مرة بدون تشديد الياء ومرة بتشديد الياء. . فإن كانت التخفيف تكون جمع أمنية. . وإن كانت بالتشديد تكون جمع أمنية بالتشديد على الياء. . الأمنية تجدها في القرآن الكريم في قوله تعالى:{لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ ولا أَمَانِيِّ أَهْلِ الكتاب مَن يَعْمَلْ سواءا يُجْزَ بِهِ}[النساء: ١٢٣]
هذه بالنسبة للجمع. أما بالنسبة للمفرد. . في قوله تعالى:{وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تمنى أَلْقَى الشيطان في أُمْنِيَّتِهِ}[الحج: ٥٢]
ما هي الأمنية؟ . . الأمنية هي الشيء الذي يحب الإنسان أن يحدث ولكن حدوثه مستحيل. . إذن لن يحدث ولن يكون له وجود.
. ولذلك قالوا إن من معاني التمني اختلاق الأشياء. . الشاعر الذي قال:
أَلا لَيْتَ الشَّبابَ يعودُ يوماً ... فَأُخْبِرُهُ بما فَعَلَ المَشِيبُ
هل الشباب يمكن أن يعود؟ . . طبعاً مستحيل. . هذا شيء لن يحدث. . والشاعر الذي قال: