للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبعد أن بيّن الحق سبحانه وتعالى لنا ما فعله اليهود مع نبيهم موسى عليه السلام. . أراد أن يبين لنا ما فعله بنو إسرائيل بعد نبيهم موسى. . وأراد أن يبين لنا موقفهم من رسول جاءهم منهم. . ولقد جاء لبني إسرائيل رسل كثيرون لأن مخالفاتهم للمنهج كانت كثيرة. . ولكن الآيةَ الكريمة ذكرت عيسى عليه السلام. . لأن الديانتين الكبيرتين اللتين سبقتا الإسلام هما اليهودية والنصرانية. . ولكن لابد أن نعرف أنه قبل مجيء عيسى. . وبين رسالة موسى ورسالة عيسى عليهما السلام رسل كثيرون. . منهم داود وسليمان وزكريا ويحيى وغيرهم. . فكأنه في كل فترة كان بنو إسرائيل يبتعدون عن الدين. . ويرتكبون المخالفات وتنتشر بينهم المعصية. . فيرسل اللهُ رسولا يعدل ميزانَ حركة حياتهم. . ومع ذلك يعودون مرة أخرى إلى معصيتهم وفسقهم. . فيبعث اللهُ رسولا جديداً. . ليزيل الباطل وهوى النفس من المجتمع ويطبق شرع الله. . ولكنهم بعده يعودون مرة أخرى إلى المعصية والكفر.

وقال اللهُ سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى الكتاب} والقائلُ هو اللهُ جل جلاله. . والكتابُ هو التوراةُ: {وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بالرسل} . . واللهُ تبارك وتعالى بين لنا موقفَ بني إسرائيل من موسى. . وموقِفَهُم من رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين. . ولكنه لم يبين لنا موقفَهُم من الرسلِ الذين جاءوا بعد موسى حتى عيسى ابن مريم.

الحقُ سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا. . إلى أنه لم يترك الأمر لبني إسرائيل بعد موسى. . أن يعملوا بالكتاب الذي أرسل معه فقط. . ولكنه أتبع ذلك بالرسل. . حين تسمع «قفينا» . . أي اتبعنا بعضهم بعضا. . كل يخلف الذي سبقه. «وقفينا»

<<  <  ج: ص:  >  >>