وهم بالإيمان بالله واليوم الآخر، وبالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، إنما يتصفون بالصفات التي أوردها الله صفة لخير أمة أٌخرجت للناس وهي أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. لقد دخل هذا البعض من أهل الكتاب بثقلهم - ومن أول الأمر - في مقام الإحسان، وما داموا قد دخلوا في مقام الإحسان فهم بحق كانوا مستشرفين لظهور النبي الجديد. وبمجرد أن جاء النبي الجديد تلقفوا الخيط وآمنوا برسالته، وصاروا من خير أمة أخرجت للناس. ويكمل الحق سبحانه صفاتهم بقوله:{وَيُسَارِعُونَ فِي الخيرات} وهذا كمثل قوله سبحانه وتعالى في حق المؤمنين: {وسارعوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السماوات والأرض أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران: ١٣٣]
ونحن نعرف أن هناك فرقا بين «السرعة» و «العجلة» ف «السرعة» و «العجلة» يلتقيان في تقليل الزمن بالنسبة للحدث، ومثال ذلك أن يقطع إنسان المسافة من مكان إلى مكان في زمن معين، والذي يسرع في قطع المسافة هو الذي يستغرق من الزمن أقل وقت ممكن ولكن هناك اختلاف بين السرعة والعجلة، وأول خلاف بينهما يتضح في المقابل، فمقابل السرعة الإبطاء، ويقال: فلان أسرع، وعلان أبطأ ومقابل «العجلة» هو «الأناة» فيقال: فلان تأنى في اتخاذ القرار. فالسرعة ممدوحة ومقابلها وهو «الإبطاء» مذموم، «والعجلة» مذمومة، ومقابلها هو التأني ممدوح؛ لأن السرعة هي التقدم فيما ينبغي التقدم فيه، والعجلة هي التقدم فيما لا ينبغي التقدم فيه، ولذلك قيل في الأمثال:«في العجلة الندامة وفي التأني السلامة» وقال الحق: {وسارعوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ}[آل عمران: ١٣٣]