انتقلتْ بنا الآيات إلى موضوع جديد:{إِنَّ الذين كَفَرُواْ. .}[الحج: ٢٥] بصيغة الماضي، لأن الكفر وقع منهم فعلاً {وَيَصُدُّونَ. .}[الحج: ٢٥] بصيغة المضارع، والقياس أن نقول: كفروا وصَدُّوا، لكن المسألة ليست قاعدة ولا هي عملية آلية؛ لأن الصدَّ عن سبيل الله ناشيء عن الكفر وما يزال صدُّهم مستمراً.
ومعنى {عَن سَبِيلِ الله. .}[الحج: ٢٥] أي: عن الجهاد {والمسجد الحرام. .}[الحج: ٢٥] لأنهم منعوا المسلمين من دخوله، وكان في قبضتهم وتحت سيطرتهم، وهذا ما حدث فعلاً في الحديبية حينما اشتاق صحابة رسول الله إلى أداء العمرة والطواف بالبيت الذي طالت مدة حرمانهم منه، فلما ذهبوا منعهم كفار مكة، وصدُّوهم عن دخوله.
{والمسجد الحرام. .}[الحج: ٢٥] كلمة حرام يُستفاد منها أنه