إذن: أمر البعث ليس علاجاً لجزئيات كل شخص وضمِّ أجزائه وتسويته من آدم حتى قيام الساعة، بل المسألة منضبطة تماماً مع الأمر الإلهي (كُنْ) .
وبمجرد صدوره، ودون حاجة لوقت ومُزاولة يكون الجميع ماثلاً طائعاً، كل واحد منتظرٌ دوره، منتظر الإشارة؛ ولذلك جاء في الخبر:«أمور يبديها ولا يبتديها» .
فالأمر يتوقف على الإذن: اظهر يظهر.
ومثال ذلك ولله المثل الأعلى من يعد القنبلة الزمنية مثلاً، ويضبطها على وقت معين. . تظل القنبلة هذه إلى وقت الانفجار الذي وُضِع فيها، ثم تنفجر دون تدخُّل من صناعها. . مجرد الإذن لها بالانفجار تنفجر.
وحتى كلمة (كُنْ) نفسها تحتاج لزمن، ولكن ليس هناك أقرب منها في الإذن. . وإن كان الأمر في حقِّه تعالى لا يحتاج إلى كُنْ ولا غيره.