ومادة ال (م. ل. ك) يأتي منها «مالك» ، و «مَلك» ، و «ملْك» ، ومنها «مُلْك» ، ومنها «ملكوت» ، و «المِلْك» هو ما تملكه أنت في حيزك، فإن كان هناك أحد يملكك أنت ومن معك ويملك غيرك، فهذا هو المَلِك، أما ما اتسع فيه مقدور الإنسان أي الذي يدخل في سياسته وتدبيره، فاسمه مُلك، فشيخ القبيلة له ملك، وعمدة القرية له ملك، وحاكم الأمة له ملك، ويكون في الأمور الظاهرة ... واما الملكوت فهو ما لله في كونه من أسرار خفية.
وساعة ترى «تاء المبالغة» في مثل «رهبوت» ، و «عظموت» تدرك أنها رهبة عظيمة.
إذن: إياك أن تفهم أن الله حين يمنعك أن تستغفر لآبائك، وأنك إن قاطعتهم فذلك يخل بوجودك في الحياة؛ لأنهم هم ومن يؤازرهم داخلون في ملك الله، وما دام الله له ملك السموات والأرض، فلا يضيرك أحد أو شيء ولا يفوتك مع الله فائت، وما دام الله سبحانه موجوداً فكل شيء سهل لمن يأخذ بأسبابه مع الإيمان به.
والحق سبحانه يبين لنا أنه سبحانه وحده الذي بيده الملك؛ فقال:{قُلِ اللهم مَالِكَ الملك تُؤْتِي الملك مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الملك مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ الخير ... }[آل عمران: ٢٦]
وفي هذا القول الكريم أربعة أشياء متقابلة:{تُؤْتِي الملك} و {وَتَنزِعُ الملك} ، وإيتاء الملْك في أعراف الناس خير، ونزعه في أعراف الناس