هذه الآية الكريمة تعطينا تفسيرا لقوله تعالى:{مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} . . إيمان بالله وحده لا شريك له. . إيمان بما أنزل إلينا وهو القرآن وما أنزل لإبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى أي التوراة وما أوتي عيسى أي الإنجيل وما أوتي النبيون بالإجمال. . فالبلاغ الصحيح عن الله منذ عهد آدم حتى الآن هو وحدة العقيدة بأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له. . ووحدة الكون بأن الله هو الخالق وهو المدبر وكل شيء يخرج عن الألوهية لله الواحد الأحد. . وأن كل شيء يخرج عن ذلك يكون من تحريف الديانات السابقة هو افتراء على الله سبحانه لا نقبله.
قوله تعالى:{قولوا آمَنَّا بالله وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا} وهو القرآن الكريم. ولا يمكن أن يعطف عليه ما يصطدم معه. . ولذلك فإن ما أنزل على إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط هذه ملة إبراهيم. . وهذا يؤكد لنا أن ملة إبراهيم من وحي الله إليه. . والرسالات كلها كما قلنا تدعو لعبادة الله الواحد الواحد الذي لا شريك له.
وقوله تعالى:{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} . . أي أن إبراهيم كان مسلما وكل الأنبياء كانوا مسلمين وكل ما يخالف ذلك من صنع البشر. . ومعنى الإسلام أن هناك مسلما ومسلما إليه هو الله عَزَّ وَجَلَّ. ونحن نسلم له في العبودية سبحانه وفي اتباع