البنيان الذي بنوا هو مسجد الضرار، وأرادوا به ضرراً وكفراً وتفريقاً وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله، وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد وعدهم أن يصلي فيه، وكشف له الحق أنهم أرادوا بصلاة رسول الله فيه ذريعة وأن يرسموا الصلاة فيه.
ولما عاد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من غزوة تبوك أنزل الله عليه:{لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً} وأرسل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بعضاً من صحابته ليهدموا هذا المسجد، ولم يكتف بالهدم، بل أمر أن يُجْعَل مكان المسجد قمامة إشعاراً منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بأن المسجد بنيته الأولى كانت نجاسته نجاسة معنوية، وحين توضع فيه النجاسة الحسّية، تكون طهارة بالنسبة للنجاسة المعنوية، فكأنه طهر المكان من النجاسة المعنوية بالنجاسة الحسيّة.
ورسول الله يعلمنا هنا أن الأمر ليس أمر نجاسات حسيّة، وإنما النجاسات المعنوية أفظع من النجاسات الحسيّة، فالإنسان قد يتحرز من