للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أراد الله سبحانه وتعالى أن يوضح كذبهم. . فجاء القرآن قائلا: «بلى» وهي حرف جواب مثل نعم تماما. . ولكن «بلى» حرف جواب في النفي. . يعني ينفي الذي قبله. . هم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ورسول الله سألهم هل اتخذوا عند الله عهدا أو يقولون على الله ما لا يعلمون، فجاء القرآن ليقول: {بلى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خطيائته فأولئك أَصْحَابُ النار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} . . بداية الجواب ببلى تنفي ما قالوا. . لأن بلى تأتي بعد النفي. . ونعم تأتي بعد الإجابة. . فإذا قال إنسان ليس لك عندي شيء وقلت نعم، فمعناها أنه صحيح أنك ليس لك عندي شيء. . أما إذا قلت بلى، فمعنى ذلك أن لك عندي شيئا أو أشياء. . ولذلك بعد قولهم {لَن تَمَسَّنَا النار إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً} . . لو جاء بعدها نعم، لكان قولهم صحيحا، ولكن بلى نفت. . وجاء الكلام بعدها مؤكدا النفي:

{مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خطيائته فأولئك أَصْحَابُ النار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} هم قالوا لن تمسنا النار. . قال لن تمسكم فقط بل أنتم فيها خالدون. . وقوله تعالى: {أَصْحَابُ النار} . . الصحبة تقتضي نوعا من الملازمة فيها تجاذب المتصاحبين. . ومعنى ذلك أنه سيكون هناك تجاذب بينهم وبين النار. .

هنا نلاحظ أن الحق سبحانه وتعالى قال: {بلى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً} . . وكان السياق يقتضي أن يقال اكتسب. . ولكن لأنهم ظنوا أنهم كسبوا. . كما بينا في الآية السابقة. . وقوله تعالى: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خطيائته} . . إحاطة بحيث

<<  <  ج: ص:  >  >>