ومادام الله غيباً فقوله ما يسرون أقرب لغيبه. وما يعلنون هي التي تحتاج وقفة. لا تظنوا أن الله تبارك وتعالى لأنه غيب لا يعلم إلا ما هو مستور وخفي فقط. . لا. . إنه يعلم المشهود والغائب. . إذن فالمناسب لأن الله غيب عن أبصارنا وكوننا لا ندركه أن يقول ما يسرون أولا. .
ما معنى ما يسرون؟ . . السر هو ما لم تهمس به إلى غيرك. . لأن همسك للغير بالشيء لم يعد سرا. . ولكن السر هو ما تسره في نفسك ولا تهمس به لأحد من الناس. . وإذا كان السر هو ما تسره في نفسك، فالعلن هو ما تجاهر به. ويكون علنا مادام قد علمه اثنان. . والعلن عند الناس واضح والسر عندهم خفي. . والله سبحانه وتعالى حين يخبرنا أنه غيب. . فليس معنى ذلك أنه لا يعلم إلا غيباً. إنه يعلم السر والعلن. . والله جل جلاله يقول في القرآن الكريم:{يَعْلَمُ السر وَأَخْفَى}[طه: ٧]
فإذا كان السر هو ما تخفيه في نفسك وله واقع داخلك. .» ما هو أخفى «هو أن الله يعلم أنك ستفعله قبل أن تفعله. ويعلم أنه سيحدث منك قبل أن يحدث منك.