السنين. . قوله تعالى:«يعمر» بفتح العين وتشديد الميم يقال عنها إنها مبنية للمجهول دائما. . ولا ينفع أن يقال يعمر بكسر الميم. . فالعمر ليس بيد أحد ولكنه بيد الله. . فالله هو الذي يعطي العمر وهو الذي ينهيه. . وبما أن العمر ليس ملكا لإنسان فهو مبني للمجهول. .
والعمر هو السن الذي يقطعه الإنسان بين ميلاده ووفاته. . ومادة الكلمة مأخوذة من العمار لأن الجسد تعمره الحياة. وعندما تنتهي يصبح الجسد أشلاء وخرابا. . قوله تعالى:«ألف سنة» . . لماذا ذكرت الألف؟ لأنها هي نهاية ما كان العرب يعرفونه من الحساب. ولذلك فإن الرجل الذي أسر في الحرب أخت كسرى فقالت كم تأخذ وتتركني؟ قال ألف درهم. . قالوا له بكم فديتها؟ قال بألف. . قالوا لو طلبت أكثر من ألف لكانوا أعطوك. . قال والله لو عرفت شيئا فوق الألف لقلته. . فالألف كانت نهاية العدد عند العرب. . ولذلك كانوا يقولون ألف ألف ولم يقولوا مليونا. .
وقوله تعالى:{وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العذاب أَن يُعَمَّرَ} . . معناها أنه لو عاش ألف سنة أو أكثر فلن يهرب من العذاب. وقوله تعالى:{والله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} . . أي يعرف ما يعملونه وسيعذبهم به سواء عاشوا ألف سنة أو أكثر أو أقل.