للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معي، أي: استهزاءً بكلام الله، وتكذيباً لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.

أما المؤمن فيستقبل هذه الآيات استقبالَ الإيمان والتسليم بصدق كلام الله، وبصدق المبلِّغ عن الله، ويعلم أن الأشياء لا تأخذ صلاحيتها بعنصر تكوينها، وإنما بإرادة المعنْصِر أن يكون؛ لأن المسألة ليست ميكانيكا، وليست نواميس تعمل وتدير الكون، بل هي قدرة الخالق سبحانه وطلاقة هذه القدرة.

ولسائل أن يقول: كيف يقول الحق سبحانه عن هذه الشجرة أنها (ملعونة) ؟ ما ذنب الشجرة حتى تُلْعَن، وهي آية ومعجزة لله تعالى، وهي دليل على اقتداره سبحانه، وعلى أن النواميس لا تحكم الكون، بل ربّ النواميس سبحانه هو الذي يحكم ويُغيِّر طبائع الأشياء؟ كيف تُلْعَن، وهي الطعام الذي سيأكله الكافر ويتعذب به؟ إنها أداة من أدوات العقاب، ووسيلة من وسائل التعذيب لأعداء الله.

نقول: المراد هنا: الشجرة الملعون آكلها، لأنه لا يأكل منها إلا الأثيم، كما قال تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزقوم طَعَامُ الأثيم} [الدخان: ٤٣ - ٤٤] والأثيم لا شَكَّ معلون.

لكن، لماذا لم يجعل المعلونية للآكل وجعلها للشجرة؟

<<  <  ج: ص:  >  >>