للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكيف يخاطب الحق تبارك وتعالى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في هذه المسألة بقوله: {أَلَمْ تَرَ} [مريم: ٨٣] وهي مسألة لا يراها الإنسان؟

نقول: {أَلَمْ تَرَ} [مريم: ٨٣] بمعنى ألم تعلم؟ فعدَل عن العلم إلى الرؤيا، كما في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفيل} [الفيل: ١] والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يَرَ هذه الحادثة، فكيف يخاطبه ربه عنها بقوله: {أَلَمْ تَرَ} [الفيل: ١] ؟

ذلك، ليدلك على أن إخبار الله لك أصحُّ من إخبار عينك لك؛ لأن رؤية العين بما تخدعك، أمّا إعلام الله فهو صادق لا يخدعك أبداً. فعلمك من إخبار الله لك أَوْلَى وأوثق من علمك بحواسِّك.

والشياطين: جمعه شيطان، وهو العاصي من الجنّ، والجن خَلْق مقابل للإنسان قال الله عنهم: {وَأَنَّا مِنَّا الصالحون وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً} [الجن: ١١] فَمنْ هم دون الصالحين، هم الشياطين.

ثم يقول الحق سبحانه: {فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ}

<<  <  ج: ص:  >  >>